الرئيسية / حوادث وقضايا / حل لغز قتيلة الازهر

حل لغز قتيلة الازهر

كانت لحظة صادمة؛ حين تصفحت فاطمة الشرقاوي الصفحة الخاصة بكلية التمريض جامعة الأزهر. للحظات توقف عقلها عن التفكير، تجمّد الزمن، غير أن عينيها هي الشيء الوحيد الذي كان يعمل بقوّة، أخذت تُمطر دموعًا، بينما تقرأ أن صديقتها بالكلية نفسها قد قُتلِت.

الأحد الماضي؛ عُثر على أسماء الرفاعي الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية التمريض في جامعة الأزهر، مقتولة خنقًا داخل شقتها بالحي العاشر في مدينة نصر، بعد يوم من الواقعة زال الغموض، إذ ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المشتبه به، والذي اعترف أنه أجهز على الفتاة العشرينية بينما كان يحاول السرقة من منزلها “خوفًا من أن يفتضح أمره”، بحسب الشرطة.

سيرة أسماء ظلت حاضرة في أحاديث أصدقائها ومُعلميها، تجوب مواقع التواصل الاجتماعي لتحكي عن فتاة استثنائية تركت أثرًا لا يُنسى في نفوسهم، من يمدح في أخلاقها، تفوقها العلمي، أو يُعيد نشر مقطع فيديو بينما تتلو الراحلة آيات القرآن الكريم بسلاسة وصوت وقع المقربون منها في حُبه، ومواقف استمرت لثلاث سنوات نسجت في قلوبهم محّبة لا تزول.

وجودهم في نفس الفرقة الدراسية لم يكن وحده السبب في القُرب بين فاطمة وأسماء، كانت الأخيرة تُبادر بالمساعدة، لا تنسى حين كانت تستعد للمشاركة في مسابقة “نجم الأزهر”، ودعمتها الراحلة بسبب خبرة اكتسبتها من المشاركة فيها من قبل. “جت حضرت معايا الحفلة النهائية رغم إن معادها مكنش مناسب وصحاب تانيين ليا محضروش،” تحكي فاطمة لمصراوي.

وِد دائم وصل بين فاطمة وأسماء، حين ظهرت النتيجة الدراسية في الرابع عشر من يوليو الجاري، بادرت بتهنئتها، سعادة بالوصول إلى السنة الدراسية النهائية “مكنتش أعرف إنها المرة الأخيرة اللي هكلمها فيها”، أو أن في خمسة عشر يومًا يتبدل فيها الحال وتنقلب الفرحة إلى حالة حِداد.

حين يُذكر اسم أسماء الرفاعي، يقفز إلى ذهن رحاب رضا صوتها، حين كانت تُنشِد بصوت عذب في مسابقة نجم الأزهر، والتي يشارك فيها طلاب جامعة الأزهر في مجالات عدة مثل الشعر، الإنشاد، التصوير والرسم.

في مجال الإنشاد خطف صوت أسماء قلوب الحاضرين، تتذكرها رحاب وهي تشدو “قمر سيدنا النبي.. وجميل”، كان ذلك أول خيط في بناء صداقة تجمع الراحلة برحاب “كنا كلنا فرحانين وفخورين إنها بتمثّل اسم كليتنا في المسابقة”.

لم يكن صوتها بديعًا في الإنشاد فقط، كما تحكي رحاب “كانت أفضل واحدة تقرأ في محاضرة الإنجليزي كنا بنستناها دايمًا، وكانت بتحب الرسم كمان”، لا يغيب عن ذهنها أسماء بينما تنصح بضرورة التدريب العملي حتى يقوي خبرتها في المجال “هي اللي شجعتني للشغل”، فيما كان لها مفتاح سحري حين تجد أصدقاءها وقد مسّهم الحُزن “كانت تقولنا هنشد لكم شوية”، رحلت أسماء لكن تفاصيل كتلك لن تبرح قلوب رِفاقها “مكنتش بشوفها إلا وهي مبتسمة.. ده المشهد اللي هفضل افتكره ليها دايمًا”.