كشفت صحيفة “الراكوبة” السودانية، عن توجيه جهاز الأمن والمخابرات السوداني تعمّيما شفهيًا على رؤساء تحرير الصحف السودانية، يحظر التناول السلبي أو التصعيد الإعلامي ضد مصر.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، اليوم الثلاثاء، قولها إن التوجيه صدر عقب زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، إلى العاصمة السودانية الخرطوم.

كان اللواء عباس كامل، التقى السبت، وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض محمد ابن عوف، بحضور مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول صلاح عبدالله “قوش” والفريق ركن جمال الدين إبراهيم رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية.

وقال كامل، إنَّ هناك إرادة قوية للسير في طريق تهيئة كل الظروف لعودة العلاقات بين مصر والسودان إلى مسارها الصحيح بعد نحو شهرين من توتر للعلاقات بين البلدين، حسبما نقلت وكالة الأنباء السودانية “سونا”.

وأشارت المصادر، وفق الراكوبة، إلى أن جهاز الأمن والمخابرات في السودان شدد على الصحفيين عدم التطرق بشكل سلبي للشأن المصري أو علاقة الخرطوم والقاهرة. وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت ردًا على التوجيه الذي صدر من الحكومة المصرية لإعلام بلادها بعدم الإساءة للسودان.

Capture

في يناير الماضي، ناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسائل الإعلام بالانتباه لما يصدر عنها حول الأمور المتعلقة بمواقف وتصريحات الأشقاء في السودان، قائلا: “أتمنى من الإعلام المصري في موضوع السودان وكل الموضوعات المماثلة، بعدم الإساءة في التعبيرات مهما كان حجم الغضب أو الألم، مش بس في السودان، لكن في أي حتة، ولازم نبقى حريصين إننا لا تخرج منّا أي تصريحات غير لائقة”.

وأضاف، في كلمته خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية، 15 يناير الماضي: “إحنا بنعكس ونعبر عن مصر وشعبها وقيم هذا الشعب من خلال تعليقاتنا، سواء في الإعلام أو مواقع التواصل، وأرجو إن المصريين ينتبهوا لده مهما كان رفضنا لأي شكل من الأشكال أو موضوع من الموضوعات”.

يُشار إلى أن السفير السودانى لدى مصر، عبدالمحمود عبدالحليم، استأنف مهامه في القاهرة، الأسبوع الماضي، بعد استدعائه مطلع يناير بغرض التشاور. وأكّد أنه سيعمل في المرحلة المقبلة على تأسيس علاقات تبنى على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين وحل القضايا العالقة.

وتشهد العلاقات المصرية السودانية توترًا على مدى أشهر، على خلفية قضايا خلافية عدة، أهمها النزاع حول المثلث الحدودي في حلايب وشلاتين المستمر منذ سنوات.

وفي يناير الماضي، جدّد السودان شكواه إلى مجلس الأمن بشأن مثلث “حلايب وشلاتين”. كما تصاعد التوتر بين السودان وكل من مصروإريتريا، الشهر الماضي، في ظل اتهامات سودانية للجارتين بحشد قوات عسكرية في إريتريا لاستهداف السودان، وهو ما نفته القاهرة وأسمرة.