في الخامس عشر من سبتمر عام 1954، وقفت الممثلة الأمريكية الشهيرة مارلين مونرو في مدينة نيويورك بملابس قصيرة لا تظهر أغلب ساقيها. ارتدت فستانًا أبيضاً قصيراً، تحوّل إلى أيقونة وحوّله كثيرون إلى تماثيل حول العالم.
لكن الصورة التي كانت ضمن أحد مشاهد أفلام المخرج الشهير بيلي وايلدر، بقدر ما تركته من شهرة حالياً، إلا أنها تسببت في هجوم كبير عليها آنذاك لاعتبارها كاشفة.
وبحسب تقارير أبرزتها صحيفة الجارديان البريطانية، فربما كانت أيضاً سبباً في طلاقها من جوي دي ماجيو. فلم يكن الرجل سعيدًا بالمشهد الذي جسدته مارلين مونرو.
وبعد عقود طويلة من الواقعة الشهير، قارنت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تقرير لها اليوم الإثنين بين اللحظات التي عاشتها مونرو في الخمسينيات وبين ما حدث مع مذيعة سعودية في يوم تاريخي بالمملكة حيث قادت فيه النساء السيارات لأول مرة.
وجاء في الصحيفة العبرية أن لحظة “عدوانية” أخرى جرت في السعودية حينما هاجم كثيرون المذيعة شيرين الرفاعي في الأسبوع الماضي بعدما اعتبروا أن ملابسها كاشفة.
وكانت الرفاعي التي تعمل لمحطة إعلامية إماراتية، ظهرت في بث مباشر تحدثت فيه عن قرار السماح للنساء بالقيادة في السعودية.
وخلال حديثها أمام السيارة بعباءة بيضاء واسعة، تسببت الرياح في حركة العباءة وأظهرت بنطال أبيض ترتديه وقميص فوقه كشف عن جزء من جسدها. وارتدت أيضاً خلال المقطع حجاباً غطى نصف شعرها.
انتشر المقطع بشكل كبير وتعرضت المذيعة لهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج “عارية تقود في الرياض”. فيما دافع البعض عنها ساخرين من وصف المرأة التي ترتدي عباءة واسعة وغطاء رأس بأنها عارية.
ونفت الرفاعي الاتهامات ضدها وقالت في تصريحات لموقع عاجل السعودي إنها كانت ترتدي ملابس ملائمة، قبل أن تغادر السعودية إلى الإمارات وسط الجدل المثار.
وفتحت السلطات السعودية تحقيقا حول الواقعة يوم الثلاثاء الماضي، واتهمت المذيعة بأنه انتهكت القواعد والتعليمات الخاصة وارتدت ملابس “خليعة”.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أعلن في مارس الماضي أن المرأة في المملكة في حاجة إلى ارتداء ملابس مناسبة ومعتدلة وليست مضطرة لارتداء العباءة. وقال خلال حوار مع قناة “سي بي إس” الأمريكية: “القوانين واضحة جدا ومحددة في مبادئ الشريعة، التي تنص على أن النساء عليهن ارتداء ملابس لائقة ومحترمة، كما تنص على ذلك للرجال، لكنها لا تقضي بصورة خاصة بارتداء العباءة أو غطاء الرأس الأسود، والقرار يعود بشكل تام إلى النساء في ما يتعلق بلباسهن”.
ونقلت جيروزاليم بوست علن محلل اجتماعي وسياسي سعودي، دون تحديد هويته، قوله إن شيرين الرفاعي أظهرت نفسها بشكل “غير لائق”. وأضاف: “السعودية بلد محافظ، ولا يمكن للرفاعي أن تفعل شيئًا بشكل صريح هو ضد النظام”.
وأضاف أن المذيعة كان عليها إدراك ما يمكن أن يحدث بسبب الرياح واحتمالية تحريكها لملابسها وإظهار أجزاء من جسدها يجب في الطبيعي أن تكون مغطاة.
https://youtu.be/Yn4n8D68bvQ