في تمام الساعة الرابعة بتوقيت جرينتش أمس الجمعة، اندلعت حربًا تجارية بين أمريكا والصين، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
بدأت الحرب بتفعيل الولايات المتحدة قرار فرض رسوم جمركية على واردات الصين، لترد بعدها بقليل بكين بفرض رسوم مماثلة على المنتجات الأمريكية، متهمة واشنطن بإطلاق شرارة “الحرب التجارية الأوسع نطاقا”.
وخلال السطور التالية يوضح مصراوي، ماذا حدث بين أمريكا والصين ولماذا اشتعلت الحرب بين الدولتين وما هو تأثيره على الدول الأخرى.
ماذا حدث؟
بدأت الولايات المتحدة أمس فرض رسوم جمركية على وارادت صينية، بنسبة 25% على بضائع صينية تبلغ قيمتها 34 مليار دولار، كدفعة أولى من رسوم تستعد الولايات المتحدة لفرضها على الصين بقيمة 50 مليار دولار.
وكانت أبرز المنتجات التي فُرض عليها رسوم الحديد والصلب والألومنيوم.
ولم تنتظر الصين كثيرًا حيث قررت هي الأخرى فرض رسوم مماثلة بنسبة 25% على 545 منتجًا أمريكيًا بقيمة تبلغ أيضًا 34 مليار دولار، ضمنها منتجات زراعية كالفول الصويا والسيارات.
لماذا اشتعلت الحرب بين البلدين؟
منذ انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وهو يتبع سياسة حماية للبضائع الأمريكية، من خلال تشجيع عملية التصنيع في بلاده وفتح سوق العمل، وهو ما دفعه بلاده للإعلان عن فرضها رسوما على الواردات الأمريكية من الحديد والصلب والألومنيوم بهدف حماية الصناعة المحلية في مارس الماضي.
كما يهدف ترامب إلى تقليل العجز التجاري بين بلاده وبين الصين حيث تستورد أمريكا من الصين أكثر ما تُصدر لها.
وتبلغ قيمة الصادارت الصينية لأمريكا نحو 500 مليون دولار.
وفي المقابل تريد الصين أن تحافظ على مصالحها التجارية، لتستمر على عرش أكبر الدول المصنعة في العالم، حيث أن لديها خطة تحت اسم “صنع في الصين”، لتصدر قائمة الدول في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وقال ترامب إن الرسوم تهدف إلى وقف “نقل التكنولوجيا الأمريكية غير العادل، وحقوق الملكية الفكرية إلى الصين” وحماية الوظائف، بحسب ما ذكرته بي بي سي.
هل اشتعلت الحرب التجارية بالفعل؟
يقول تشن في شيانغ، أستاذ الاقتصاد بجامعة جياو تونغ ، لرويترز “يمكننا القول بأن الحرب التجارية بدأت رسميا… إذا انتهى هذا عند 34 مليار دولار، فسيكون له أثر محدود على الاقتصادين، لكن إذا تصاعد إلى 500 مليار دولار مثلما قال ترامب فسيكون له أثرا كبيرا على البلدين”.
وهدد الرئيس الأمريكي بمد الرسوم لتصل قيمتها 500 مليار دولار، وهي قيمة صادرات الصين لأمريكا.
وبحسب بنك أوف أمريكا ميريل لينش في مذكرة له أمس “تفترض توقعاتنا الأساسية تصعيدا متوسطا فقط في الحرب التجارية خلال الصيف الجاري… لكن لا يمكننا أن نستبعد حربا تجارية شاملة تقود إلى كساد”.
وقالت وزارة التجارة الصينية إن بكين أقامت دعوى بمنظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة بشأن فرض رسوم جمركية على الواردات.
وأجلت بعض الموانئ الصينية تخليص بعض البضائع القادمة من الولايات المتحدة وفقا لما ذكرته أربعة مصادر أمس لرويترز.
وقالت المصادر إنه لا يبدو أن هناك أي تعليمات مباشرة بوقف الشحنات، لكن بعض إدارات الجمارك تنتظر توجيها رسميا بشأن فرض المزيد من الرسوم الجمركية.
ويتوقع تقرير نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس، نقلته عن مستشار بالبنك المركزي الصيني أن تسبب الرسوم الأمريكية في تقليص النمو الاقتصادي الصيني بمقدار 0.2%.
ماذا سيحدث بعد فرض هذه الرسوم؟
ستؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع أسعار السلع والبضائع عالميًا، بحسب ما ذكره موقع بي بي سي.
وقالت بي بي سي “ببساطة إذا كنت تستعمل جهاز أيفون، فهذا الهاتف صمم في أمريكا وجمع في الصين ومكوناته تأتي من اليابان وكوريا الجنوبية، وإذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا عليه فإن كل هذه الدول ستتأثر وسيتوجب عليها تغطية النفقات العامة، مما يعني أن سعر الهاتف سيرتفع”.
وستكون أكثر الدول المتضررة، التي تعتمد على السلع المستوردة أو التي تستخدم مكونات خام مستوردة.