نيقوسيا”العرب اونلاين” – سادت مشاعر فرح في معظم الشوارع العربية فور اعلان تنحي الرئيس المصري حسني مبارك الجمعة عن الحكم في حين تراوحت المواقف الرسمية السبت بين الترحيب و”احترام” ارادة الشعب المصري.
وفور اعلان نبأ تنحي مبارك، جرى تبادل التهاني والتعبير عن مشاعر الفرح بشكل لافت بالهتاف وتوزيع الحلوى والورود في شوارع الدوحة وغزة ورام الله وعمان وتونس وبيروت وصنعاء.
وجاءت ردود الفعل الرسمية المرحبة خصوصا من قطر وتونس والخرطوم وحزب الله وحماس وحركة اللجان الثورية في ليبيا ونواكشوط في حين عبرت عواصم اخرى عن “احترامها” لخيار الشعب المصري وفضلت بعض الدول الاخرى الصمت حتى الان.
واوفد الزعيم الليبي معمر القذافي السبت مبعوثا شخصيا الى مصر لنقل رسالة تؤكد على “عمق العلاقات بين البلدين” بعد تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة.
واكد مصدر رسمي في حركة اللجان الثورية “تضامننا مع الشعب المصري العظيم وتهنئته على انتصار ثورتة التي من خلالها تستعيد مصر دورها القومي والنضالي وتمكن الشعب المصري من السيطرة على مقدراتة وثرواتة”.
ورحب الرئيس السوداني عمر البشير “بانتصار الثورة في مصر” معلنا “دعمه غير المشروط للانتفاضة الشعبية” المصرية.
وقالت الرئاسة السودانية في بيان انها “تهنىء الشعب المصري الذي حقق تطلعاته وعلى انتصار الثورة”.
وفي تونس وجهت الحكومة التونسية مساء الجمعة “تحية الى نضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه”، وذلك في بيان اصدرته وزارة الخارجية بعد اعلان تنحي مبارك.
وقال البيان ان الحكومة التونسية الانتقالية “باسم الشعب التونسي الذي أنجز ثورة الحرية والكرامة” ترحب باعلان مبارك تنحيه عن السلطة، مشيدة ب”الروح الوطنية العالية التي أبداها الجيش المصري والدور الكبير الذي قام به في حماية مصر”.
ورحبت السعودية السبت ب”الانتقال السلمي” للسلطة في مصر، معربة عن املها في اعادة السلم والاستقرار الى البلاد “تمهيدا لقيام حكومة وطنية تحقق آمال وتطلعات الشعب المصري”، كما افادت وكالة الانباء السعودية الرسمية.
واعربت الحكومة الموريتانية السبت عن “سعادتها للنهاية المتحضرة” للازمة السياسية في مصر اثر تنحي الرئيس المصري حسني مبارك الجمعة، واشادت بكفاح الشعب المصري وب”شهدائه الابرار”.
من جهة اخرى حيت تنسيقية المعارضة الديموقراطية في موريتانيا “هذا الانجاز التاريخي” مضيفة ان “الشعب المصري اثبت بهذا الانجاز التاريخي ان ارادة الشعوب لا تقهر وان قيادتها لم تعد متاحة دون رضاها والاستماع لكلمتها”.
واكدت الجزائر السبت تمسكها “بالعلاقات الاخوية والتاريخية التي تربط الشعبين الجزائري والمصري”، بحسب بيان اصدرته الخارجية الجزائرية.
من جهته، قال اليمن انه يحترم ارادة الشعب المصري الذي ارغم الرئيس المصري على التنحي. واكدت الحكومة اليمنية السبت انها “تعبر عن احترامها لخيار وارادة الشعب المصري الشقيق” و”ثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على إدارة شؤون البلاد”.
وكانت احزاب اللقاء المشترك “معارضة يمنية” اصدرت مساء الجمعة بيانا اكدت فيه ان “ما حدث بمصر اعظم ثورة سلمية يشهدها العالم المعاصر” وهي ستساهم في “رسم ملامح المستقبل لعالم عربي جديد”.
واكدت قطر “احترامها لارادة الشعب المصري وخياراته” وحيت “الدور الكبير والهام للقوات المسلحة المصرية في الدفاع عن مصر والأمة العربية ومصالح الشعب المصري”.
وفي ابوظبي اكدت الامارات العربية المتحدة دعمها لمصر وثقتها بالمجلس الاعلى العسكري الذي تسلم السلطة.
كما اكدت البحرين السبت “احترامها لخيارات الشعب المصري” وعبرت عن ثقتها في قدرة الجيش على “ادارة شؤون البلاد”.
وفي عمان، صرح وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال طاهر العدوان “نتمنى في هذه المرحلة ان تستعيد مصر هدوءها واستقرارها وتتجاوز هذه المرحلة لبناء مصر الجديدة “…” التي تعبر عن شعبها وحرية شعبها وكرامته”.
وفي بغداد قال رئيس الوزراء نوري المالكي ان “تنحي الرئيس المصري حسين مبارك عن الحكم يعد خطوة في الاتجاه الصحيح لانها تاتي في اطار الاستجابة لرغبة وارادة والشعب في التغيير”.
وفي دمشق اعرب الرئيس السوري بشار الاسد ونظيره العراقي جلال طالباني السبت عن “ثقتهما التامة بقدرة الشعب المصري على النهوض بمصر واعادة مصر الى دورها الطبيعي العربي والعالمي”.
وفي بيروت ابدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بحسب بيان صادر السبت عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية، “ارتياحه لمسار التطورات في مصر نحو ايجاد حلول تعيد الاستقرار والهدوء وتحقق طموحات الشعب المصري وتطلعاته”.
وعبر عن امله “في ان يتم استكمال الخطوات المقبلة بما يؤدي الى اعادة انتاج السلطات الدستورية المسؤولة التي ترعى البلاد وابناءها ومصالحهم وفق معايير الحرية والديموقراطية التي ينص عليها الدستور وتحميها القوانين”.
وكان حزب الله هنأ الجمعة المصريين. وقال التنظيم الشيعي في بيان انه “يتقدم من الشعب المصري العظيم بأسمى آيات التهنئة والتبريك للنصر التاريخي المجيد الذي حققته ثورته الرائدة” مؤكدا انه يشعر “بالفخر والإعتزاز بإنجازات ثورة مصر”.
وفي غزة اعتبرت حركة حماس ان تنحي مبارك هو بداية “انتصار” الثورة المصرية واكدت وقوفها الى جانب هذه الثورة، داعية القيادة المصرية الجديدة الى رفع الحصار عن قطاع غزة.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة لوكالة فرانس برس “نحن في حماس نعتبر ان تنحي الرئيس مبارك هو اعلان بداية انتصار الثورة المصرية التي نؤكد وقوفنا الى جانبها ودعمنا كل مطالبها”.
واعلنت القيادة الفلسطينية السبت انها تساند الشعب المصري وارادته وقراره في التغيير وترسيخ الديمقراطية.
واكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان “الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية يساندان الشعب المصري وإرادته وقراره في تحقيق التغيير وترسيخ الديمقراطية”، في بيان تلاه امين سر اللجنة ياسر عبد ربه عقب اجتماعها في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقدم اكمل الدين احسان اوغلي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي “تهانيه الى الشعب المصري لانتصار ارادته وخياراته الوطنية، متمنيا له تحقيق كل ما يصبو اليه من تقدم وازدهار”.
واشار الامين العام للمنظمة امام اجتماع كبار الموظفين التحضيري للدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الاسلامية في جدة “الى ما عبرت به تونس من ازمة مشابهة تم تجاوزها بسلام، وذلك بجهود وقدرات وتضحيات شعبها العظيم”، لافتا “الى ان ذلك يؤكد الحاجة الماسة الى ضرورة التسريع في عملية تجسيد طموحات الشعوب في الحكم الرشيد وسيادة القانون وتعزيز حقوق الانسان وتوسيع نطاق المشاركة السياسية والتنمية الشاملة”.
وتعهد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة في مصر بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك بتأمين “انتقال سلمي” نحو “سلطة مدنية منتخبة لبناء الدولة الديموقراطية الحرة” وباحترام “المعاهدات الاقليمية والدولية” في اشارة خصوصا الى معاهدة السلام المصرية-الاسرائيلية لعام 1979.
وكان مسؤول حكومي اسرائيلي قال ان “هذه المعاهدة تخدم مصالح البلدين وتشكل ضمانا للاستقرار في المنطقة برمتها”.