صرخات ودموع ومطالب بالرحيل عقب خطاب مبارك

سيطرت حالة من الغضب علي غالبية المتظاهرين الذين إمتلأ بهم ميدان التحرير الليلة، عقب القاء الرئيس حسني مبارك بيانه إلي الأمة والذي أعلن فيه تفويض صلاحياته إلي نائبه عمر سليمان ، وهتف متظاهرون كثيرون ضد النظام، مرددين “ارحل .. ارحل .. الشعب يريد إسقاط النظام”.
و شهد الميدان لحظات من الصمت أثناء اعلان الرئيس مبارك تفويض نائبه عمر سليمان لصلاحيات رئيس الجمهورية .
وفور انتهاء الخطاب سادت حالة من الوجوم وانخرط عدد من الشباب والفتيات في بكاء وصرخات هيستيرية بكلمة أرحل.
ثم أنطلق الميدان كله بكلمة واحدة وهي أرحل أرحل.

وقام بعض المواطنين الذين توافدوا في ميدان التحرير، بمظاهرات بشوارع منطقة وسط البلد حاملين العلم المصري، ورددوا هتافات معادية للنظام، ولكل المؤسسات الأمنية بالدولة.
وهددوا بمظاهرة مليونية غداً الجمعة، يتم التحرك فيها إلي جميع الميادين بالقاهرة وقصور الرئاسة، بعد أن قالوا إن أملهم في الخطاب الذي وجهوا الرئيس خاب، حيث كانوا يأملون في أن يقوم الرئيس بالتنحي ونقل السلطة سلمياً إلي اللواء عمر سليمان نائب الرئيس، ولكن جاءت كلمات الرئيس كالصاعقة عليهم، الأمر تسبب في حالة من السخط واليأس، وطالب مجموعات كبيرة من المتظاهرين بالتوجه إلي قصر العروبة، وطلب آخرون بالتوجه إلي التليفزيون، وطالبت مجموعة أخري برحيل الرئيس.
وعلي مدار 3 ساعات كاملة توافد عشرات المواطنين إلي ساحة ميدان التحرير عقب قيام القوات المسلحة بإصدار البيان الأول لها، وعلقوا أنظارهم علي شاشات العرض التي قام المتظاهرون بوضعها في الميدان لنقل وبث الخطاب، وقبل أن ينتهي الرئيس من خطابه، تيقن المتظاهرون بأن الخطاب لن يأتي بجديد، مما تسبب في حالة إحباط عامة منددين بسياسة الظلم والاستبداد.
كما اكتظت شوارع منطقة وسط البلد والمقاهي الكائنة بشوارع العاصمة، الذين جلسوا لمشاهدة الخطاب، وعقب انتهاء الخطاب، اكتظت الشوارع مرة أخري، وسادت حالة من الفوضي.
فيما اعرب بعض الشباب الذين توافدوا إلي ساحة الميدان، عن وجود نية صادقة لدي الرئيس في تنفيذ وعوده، أملين في أن يتحقق حلم الشباب المتظاهرين في الميدان من أجل التغيير ومستقبل أفضل لمصر.
وعقب انتهاء الخطاب انصرفت مجموعات غفيرة من المتظاهرين عائدين إلي منازلهم.
وكان المتظاهرون قد شاهدوا خطاب الرئيس مبارك من خلال شاشة ضخمة في أحد أركان الميدان واستمع الباقون عبر الهواتف المحمولة . .
وفور أنتهاء الخطاب انصرفت المستشارة تهاني الجبالي نائب ؤئيس المحكمة الدستورية العليا التي أستمعت الى الخطاب وسط المحتجين وعلقت قائلة أن خطاب الرئيس مبارك ليس فيه جديد وأنه لا يلبي طموحات المحتجين.
وقال عبد العظيم المغربي نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب أن الثورة أعلنت منذ أول يوم أن هدفها الأول رحيل الرئيس مبارك وبما أن هذا الهدف لم يتحقق ويتم الالتفاف عليه فإن الثورة مستمرة حتى رحيل الرئيس مبارك.
وقال أكرم ابراهيم أحد المعتصمين باكيا في الميدان” هو عايز كام واحد يموت علشان يمشي”.
وقد تجمهر عدد كبير من المعتصمين في الميدان حول الدبابات في مداخل الميدان قائلين بهتاف “واحد اثنين الجيش المصري فين” .
وقد أعلنت كل الأذاعات الداخلية في ميدان التحرير عن استمرار الاعتصام حتى رحيل الرئيس مبارك.
وكانت تصريحات الدكتور حسام بدراوي لمحطة السي أن أن عن خطوة سوف يتخذها الرئيس مبارك لتلبية مطالب الشعب قد أشاعت جوا من شبه اليقين أن الرئيس مبارك سوف يعلن تنحيه اليوم عن رئاسة الجمهورية.