نشرت مجلة “ناشيونال ريفيو” الأمريكية، حوارًا بين خبيرة السياسات الخارجية الروسية آنا بورشفسكايا، الزميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، والصحفية مادلين كيرنس، حول مستقبل التحالف بين روسيا ومصر و”خطورته” على الولايات المتحدة.
وقالت بورشفسكايا: “من غير الواضح إذا ما كانت العلاقة الأمريكية مع مصر تطورت في الآونة الأخيرة، وهذا لأننا غالبًا ما نرى تناقضًا بين ما يفعله ترامب وما تفعله إدارته، ونرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بطريقة ما تختلف عن تعامل إدارته معه، وما أحاول قوله هنا هو أنه من الصعب التنبؤ بما قد تفعله روسيا مع مصر، ولكن أعتقد أن المشرعين في الولايات المتحدة لا ينظرون في احتمالية أن روسيا قد تغير من سياستها تجاه مصر”.
ووجهت الصحفية سؤالها لبورشفسكايا قائلة: “لماذا لا تعتقدين أن الولايات المتحدة تأخذ اهتمام روسيا بمصر على محمل الجد؟ وما نصيحتك لإدارة ترامب في المستقبل؟”
وأجابت بورشفسكايا، “يبدو أن الولايات المتحدة لا تأخذ على محمل الجد العلاقة المتنامية بين القاهرة وموسكو، غالبًا ما يميل المحللون وصانعو السياسة إلى رفض مغازلة القاهرة لموسكو على أنها مجرد موقف فقط، بل إنها محاولة للحصول على صفقة أفضل من الولايات المتحدة وليس أكثر من ذلك.”
وتابعت بورشفسكايا، سيكون هذا خطئًا كبيرًا، فمصر، من خلال حسابات الخبراء، مهتمة بالتنويع بعيدًا عن الولايات المتحدة، ونظرًا لتاريخ علاقات موسكو مع مصر، فليس من المستغرب أن تتحول القاهرة إلى موسكو مرة أخرى، حيث توفر موسكو الكثير مما لا تستطيع واشنطن توفيره، فهي لا تحاول تحسين حالة حقوق الإنسان، ولا تحظر مبيعات الأسلحة الثانوية وما إلى ذلك، ويشعر المصريون بالراحة في تشغيل الأسلحة والمروحيات الروسية، وتشير شهادات الطيارين المصريين إلى أنها مناسبة تمامًا لاحتياجاتهم، وهكذا، توفر روسيا شيئًا مفيدًا حقًا لمصر.”
وأضافت الخبيرة السياسية: “كثيرًا ما نسمع أن روسيا لا تستطيع أن تحل محل الولايات المتحدة – سواء عندما يتعلق الأمر بمصر أو أي دولة أخرى في المنطقة – ويبدو ذلك مطمئنًا، المشكلة هي أن روسيا ليس عليها أن تحل محل الولايات المتحدة لإلحاق الضرر بمصالح الولايات المتحدة، ويفهم بوتين أنه لا يمكن أن يحل محل الولايات المتحدة، وليس لديه مثل هذه الأهداف.”
ووجهت بورشفسكايا نصيحتها لإدارة ترامب قائلة: “ستكون نصيحتي، أن تأخذ الإدارة احتمالية انقلاب روسيا على مصر على محمل الجد، وألا تتجاهل ما يحدث، فمصر هي حجر الزاوية في الأمن الإقليمي الأمريكي في الشرق الأوسط، وإذا تحولت إلى روسيا وبوتين، فسنخسر أحد حلفائنا الإقليميين الرئيسيين، ويعمل بوتين على بناء محطة الطاقة النووية في مصر، في الوقت الذي من المفترض أن تكون الولايات المتحدة شريكة مصر في مجال الطاقة، وهذا يُظهر أنه عندما نتجاهل احتياجات مصر – سواء في الأمن أو الطاقة – فإنها تجد شركاء آخرين.”