الرئيسية / العام / مبارك يعيش حياة رئاسية فى شرم الشيخ

مبارك يعيش حياة رئاسية فى شرم الشيخ

استيقظ الرئيس السابق حسنى مبارك صباح السبت فى مدينة شرم الشيخ ــ مقر إقامته المفضل على البحر الاحمر ــ ومعه كل أفراد أسرته بعد أن كان بعضهم قد غادر البلاد لفترات متقطعة وإلى عواصم مختلفة خلال الثمانية عشر يوما الماضية.

مبارك، كما تقول المصادر، مازال يلقى معاملة رئيس الجمهورية «بدون أى تغيير» فمازالت تقدم له نفس الدرجة من الحراسات ومازال معه طاقم واسع من المعاونين والادرايين والفنيين. واتفقت المصادر أن «كل شىء يتم عادى»، وقال أحدها: «الناس بتعمل شغلها عادى».

وحسب بعض المصادر فإن زكريا عزمى ومحمد الشافعى واحمد فايز وسليمان عواد مازالوا يقومون بأدوارهم المقررة فى متابعة أمور مبارك وموافاته بما يطلبه من معلومات ــ مع الأخذ فى الاعتبار أن ملفات إدارة الدولة قد أصبحت فعليا خارج نطاق مباشرته أو اطلاع جمال مبارك، النجل الاصغر للرئيس السابق والذى كان يحصل على نسخة من كل الاوراق التى تدخل أو تخرج من مكتب الرئيس خلال السنوات السبع الماضية.

وقال مصدر فى المؤسسة الرئاسية إن بعض هؤلاء سيغادر مصر «بالتأكيد وبسرعة» فور مغادرة مبارك لمصر لرحلة استجمام وراحة متوقعة تبدأ «على الارجح» فى سلطنة عمان، حيث إن «السلطان قابوس اتصل بمبارك شخصيا وأبلغه أن هناك قصرا فى انتظاره وانه على استعداد لأن يرسل له ولأسرته طائرات تحملهم إلى السلطنة أو إلى أى مكان آخر».

«الرئيس أراد وأصر ــ رغم نصائح بعكس ذلك من البعض ــ أن يكون فى مصر وقت إعلان عمر سليمان انه تنازل عن مهام منصبه»، قال أحد المصادر. وأضاف: «قالهم (لمن حوله ومن معه من المرافقين) مش عايز ييجى يوم يتقال إن حسنى مبارك طلع يجرى زى بن على (فى إشارة إلى الرئيس التونسى)»، قال احد المصادر. مضيفا أن الرئيس «يبدو مقتنعا فى قرارة نفسه انه لا يستحق ما آلت إليه الأمور وهناك من حوله من يقول له بكرة الناس دى تندم على أيامك وبكرة التاريخ ينصفك».

مبارك، حسب أحد هذه المصادر، يستمع دون إجابات كثيرة ويهز رأسه بأسف وأسى ويعض على شفتيه بحزن بالغ، والشخص الأقرب لمواساة مبارك هو نجله الأكبر علاء.
«الكل فى حالة ذهول وما فيش حد من الناس اللى حواليهم مصدق بالضبط اللى بيحصل».
وفى حال ما لم يتوجه الرئيس مبارك إلى عمان فإنه سيتوجه إلى دولة خليجية أخرى. «لديه العديد من العروض للزيارة والاقامة».

وبحسب هذا المصدر فإن الرئيس «كان فى حاجات كتير بتحصل فى الفترة اللى فاتت وما كانش عارف تفاصيلها كويس لأن بعضا من معاونيه (وبعض المحيطين به بصورة مباشرة) كان بيطلب عدم عرض بعض الامور لتفادى إزعاج الرئيس». وقال مصدر إن الحراسات تقوم بدورها التقليدى «ويمكن أكتر»، على حد قول احدها، وان التأمينات للطرق والاماكن المحيطة تتم بنفس الطريقة وان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يباشر كل ما يتعلق بتأمين الرئيس، حتى ولو بصورة غير مباشرة.

وكانت مصادر ملاحية وأخرى قد قالت خلال الايام الماضية إن طائرات قد غادرت مصر ــ وليس فقط القاهرة إلى شرم الشيخ ــ وأشارت المصادر إلى أن شخصيات من الأسرة الرئاسية كانت على متن هذه الطائرات ــ بل إن بعضها قد قال إن مبارك نفسه قد غادر.

ويصر مصدر رئاسى على أن مبارك «بقى فى القاهرة حتى إذاعة بيانه الذى فوض فيه سلطاته للنائب عمر سليمان»، ثم غادر إلى شرم الشيخ. «مش معنى إن فى طائرات غادرت الجو أن الرئيس كان على متن هذه الطائرات».

فى الوقت نفسه تشير مصادر فى القاهرة إلى أن بعضا من رجال الرئيس قد غادر مصر بالفعل إلى باريس، وحسب احد المصادر فى باريس فإن بعض من هؤلاء شوهد بالفعل فى العاصمة الفرنسية.

وحسب المعلومات المتاحة لدى «الشروق» فإن رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف قد غادر مصر لمرافقة زوجته التى تتلقى علاجا منذ فترة طويلة فى باريس فى حين أن رئيس مجلس الشعب فتحى سرور مازال بمنزله بجاردن سيتى بالقاهرة، وقد تلقى اتصالا هاتفيا من مبارك قبل 48 ساعة من إعلان مبارك تفويض نائبه.

أما عمر سليمان ــ نائب الرئيس لمدة أسبوعين والنائب المفوض لمدة 24 ساعة فتقول بعض المصادر إنه لا يبدو فى حالة مزاجية جيدة خاصة انه من كان يدير الامور فى الايام بالغة الصعوبة وأنه ــ حسب أحد هذه المصادر الموثوقة ــ هو الذى رفض اقتراحا من المجلس العسكرى الأعلى على الرئيس مبارك بنقل السلطات للمجلس وانه من تفاوض لمدة تزيد على أربع ساعات حول أن يكون التفويض للنائب وليس للمجلس وأن إصرار المجلس على نقل الصلاحيات من النائب جاء بعد أن زاد التفويض حالة الغضب فى الشارع بصورة أنذرت بانفجار كبير.

«الخلاف بين سليمان وبين أغلب أعضاء المجلس كان كبيرا فى الليلة التى أعلن فيها مبارك التفويض، والأمر لا يتعلق فقط بود مفقود بين سليمان والمشير (حسين طنطاوى القائد الأعلى حاليا للقوات المسلحة)، فالأمر يتعلق بالبلد وحالها اللى ما كانش بينعدل»، يقول مصدر من أحد الاجهزة السياسية.

فى الوقت نفسه، يقول مصدر إن سليمان «فقد منصبه نائبا لرئيس الجمهورية» ولكن يمكن الاستعانة بما لديه من معلومات فى ضوء أنه كان يدير العديد من الملفات بوصفه الساعد الأيمن للرئيس مبارك خلال السنوات الاخيرة ورأس المخابرات العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *