ضابط حر، خرج في الـ23 من يوليو، عام 1952، معلنًا مع الأحرار الآخرين، أن مصر تدخل عصرًا جديدًا، أسقط ومن معه الحكم الملكي، وأعلنوا الجمهورية، كاتبين صفحة مضيئة من صفحات التاريخ الكبيرة للمحروسة.
خالد محيي الدين، الذي رحل عن دنيانا اليوم 6 مايو، 2018، تاركًا إرثًا كبيرًا، في تنظيم الضباط الأحرار تارة، وفي خضم الحياة السياسية تارةً أخرى.
رحل “محيي الدين”، عن عمر ناهز 96 عاما، ليطوي صفحة من تاريخ مصر، تزيد عن 9 عقود خاض خلالها الكثير من المواجهات مع رؤساء مصر السابقين، وصل حد الخلاف إلى النفي والاتهام بالعمالة.
ولد خالد محيي الدين في مدينة كفر شكر، التابعة لمحافظة القليوبية في 17 أغسطس 1922، وتخرج في الكلية الحربية عام 1940، ليصبح بعدها بأربع سنوات أحد عناصر تنظيم الضباط الأحرار، الذين خرجوا على حكم الملك فاروق عام 1952، وكان حينها برتبة صاغ، بعدها أصبح خالد محيي الدين عضوا في مجلس قيادة الثورة.
تولى خالد محيي الدين، رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح، وحصل على جائزة لينين للسلام عام 1970 وأسس حزب التجمع العربي الوحدوي في 10 أبريل 1976.
وصفه جمال عبدالناصر بالصاغ الأحمر، في إشارة إلى توجهاته اليسارية.
ويحكي الدكتور رفعت السعيد، في كتابه “مقاربات مع 3 رؤساء ومشير”، عن حقيقة الخلاف بين عبدالناصر وخالد محيي الدين، قائلا: “كانت المؤامرة التي ترتب بالأساس لإيقاع خالد محيي الدين في فخ الخسائر المالية، واتصل الرئيس بالأستاذ خالد ليسأل عن الأحوال المالية لمؤسسة أخبار اليوم، ليجيب خالد بأنها “جيدة”، ورد ناصر: بس أنا سامع أنها مش كويسة، ليتبين خلال كواليس الحكاية أن هناك من تلاعب بتقرير الحسابات ليوحي أن هناك خسائر فتكون النقطة التي يرحل على أساسها، وبالفعل جرى تدارك تلك الأزمة”.
في إحدى جلسات الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي تحدث عبدالناصر عن تسابق الصحف في زيادة عدد الصفحات بحثًا عن توزيع أكثر، وشعر خالد بالإهانة لوضعه في مؤسسة أخبار اليوم، ووضعه كأمين عام الصحافة في الاتحاد الاشتراكي، وأسرع خالد الغاضب؛ ليكلم عبدالناصر “كان الكمين معدا”.. فرد عبد الناصر متحدثًا بعيدا عن الموضوع، قائلًا: “حكيم غاضب من سيطرة اليسار على أخبار اليوم”.
بعد عودته إلى مصر ترشح في انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 وفاز في تلك الانتخابات، ثم أسس أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري وهي جريدة المساء، كما تولى منصب أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها مجلس الأمة في الستينيات لحل مشاكل أهالي النوبة أثناء التهجير.
مثلما عانى محيي الدين الخلافات مع عبدالناصر، لم يتغير الوضع في عهد السادات، فخاض الاثنين سنوات من العلاقة المتوترة، وصلت إلى حد اتهام السادات له بالعمالة لصالح لموسكو، كما أنه كان شديد الكره لحزب التجمع وهدد بحله أكثر من مرة.
كان خالد محيي الدين من المدافعين عن القضية الفلسطينية، وترأس في 24 فبراير عام 1980 مؤتمر قوي المعارضة المصرية، ضد تبادل السفراء بين مصر وإسرائيل للمرة الأولى.
شغل محيي الدين، منصب عضو مجلس الشعب المصري منذ عام 1990 حتى عام 2005 حينما خسر أمام مرشح الاخوان المسلمين، كما تخلى طواعية عن قيادة حزب التجمع.