الرئيسية / العام / الاقباط يرفعون راية التحدى بوجه الارهاب والاسكندرية تتجمل بالصلوات

الاقباط يرفعون راية التحدى بوجه الارهاب والاسكندرية تتجمل بالصلوات

وسط كل أزمة تمر بها مصر يثبت أبناؤها قدرتهم على تجاوز المواقف الصعبة ومواجهةالارهاب وجهًا لوجه دون خوف، ليؤكدوا أن عقيدتهم راسخة في الحفاظ على صمود وطنهم مهما كانت الصعوبات.

وفي الإسكندرية، برهن الآلاف من أقباط مصر على مدى تمسكهم باستكمال مسيرتهم في الحياة رغم الصعاب، بإقامة قداس عيد القيامة المجيد في مقر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، التي كانت تعرضت في نفس التوقيت من العام الماضي لهجوم إرهابي نفذه انتحاري فجر نفسه على أبوابها، ما أسفر عن استشهاد 19 شخصًا بينهم نساء ورجال وأطفال من أبناء الكنيسة، وكذا من قوات الشرطة المكلفين بالتأمين آنذاك.

مصدر من داخل الكنيسة المرقسية قال لمصراوي إن قوة إيمان أهالي الشهداء بالله وحبهم لوطنهم كانا سببًا ودافعًا قويًا لحضور القداس في نفس المكان الذي شهد التفجير الإرهابي العام الماضي، مشيرًا إلى أن بعضهم اعتبر أن مجرد إقامة الصلوات بشكلها المعتاد هو رسالة للإرهاب بأن أبناء مصر لن ينهزموا وأنهم يثقون في أن الله الحق بريء من أفعال من يسفكون الدماء باسمه.

أضاف المصدر أن الاقباط دركون جيدًا الفارق بين إخوتهم في الوطن من المسلمين وبين من يتاجرون باسم الدين ويسفكون الدماء دون التفرقة بينهم، وهو الأمر الذي جعل أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين في جبهة واحدة، إذ إن الارهاب الذي استهدف الكنيسة المرقسية في قداس عيد القيامة العام الماضي هو نفس الارهاب الذي استهدف مسجد الروضة في سيناء بالأمس القريب في صلاة الجمعة، وأسفر عن استشهاد نحو 305 من المصلين بينهم أطفال.

وقال “مايكل وجيه”، وهو طالب جامعي من أبناء الكنيسة، إن الحادث الإرهابي الذي استهدف المرقسية لم يفرق بين أحد حيث راح ضحيته عددُ من المواطنين المسلمين سواء من المكلفين بالتأمين من الشرطة أو من المارة آنذاك، وهو ما يدعو للوقوف في نفس الجانب من أجل مواجهة العدو الواضح، كما وصف.

وأضاف أن العديد من أبناء الكنيسة المرقسية استعادوا رسالة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في رثاء شهداء حادث تفجير الكنيسة المرقسية، وجاء فيها: “في ذكرى شهداء أحد السعف بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، نذكرهم وهم الذين رقدوا على رجاء القيامة وصاروا على نفس الدرب لقد انتقلوا للسماء في يوم عيد، وكأن الله اختارهم بحسب مقاصده العلوية ليكونوا إلى جواره”.

بدورها، قالت جورجيت شرقاوي، من أبناء الكنيسة وعضو بحملة “علشان تبنيها”، إنا الاقباط أصروا على الصلاة في “المرقسية” تحديًا للإرهاب وأن عددهم يزداد لثقتهم في خطة تأمين الاجهزة الأمنية، وأضافت: “لدينا عقيدة راسخة بأن الكنيسة قوية وغنية بالشهداء على مر العصور، فكيف يؤثر الارهاب على أقباط يتسابقون من أجل الشهادة في سبيل خالقهم؟”.

وتابعت شرقاوي: “إنه من أجمل مظاهر العيد هو مشاركة إخوانهم المسلمين لإيصال رسالة جادة إلى أي أصوات تدعو للتفرقة، واستكمالاً لرسالة الأديان السامية التي يجهلها الإرهابيون”، مؤكدةً أن وحدة المصريين والإصرار على الصلاة هي السبيل لإفشال الارهاب ومقاومة أفكاره بالتسامح الديني، وهو الذي فقد أذرعه وتمويله ولم ينل من إرادة شعب اختار مصيره رغم أنف الإرهابيين.

من جانبه، قال البرلماني السكندري حسني حافظ، إن عزيمة المصريين لا تنكسر، وإن ممارسات الحركات الإرهابية أكدت حدوث تغير نوعي في عملياتها سواء في حادث البطرسية أو كنيستي طنطا والإسكندرية، وصولاً إلى مسجد الروضة.

وأشار إلى أن ما فعله الإرهابيون قد يكون دلالة على أنهم أصبحوا محاصرين أكثر لاسيما بعد جهود الجيش المصري والشرطة في محاربتهم حتى ضاق عليهم الخناق وتعاملوا مع دور العبادة بصورة تتبرأ منها جميع الديانات السماوية، مؤكدًا أن مصر ستواصل حربها ضد الارهاب بقوة وتماسك أبنائها.​