الرئيسية / العام / توقف Windows Live Messenger عن العمل بعد مرور 14 عاما

توقف Windows Live Messenger عن العمل بعد مرور 14 عاما

بعد 14 سنة Windows Live Messenger يتوقف إلى الأبد

129

أغلقت شركة البرمجيات الأميركية “مايكروسوفت” برنامجها الشهير للتراسل الفوري لايف ماسنجر Windows Live Messenger وذلك تصديقاً لإعلان الشركة في الأيام الماضية عبر شبكات التواصل الإجتماعي وفي موقعها الرسمي عن أن يوم الأمس الثامن من أبريل سيكون آخر يوم من عمر هذا البرنامج الذي تأسس عام 1999 وحقق شهرة ريادية حول العالم في مجال التراسل الإلكتروني الفوري المجاني (الشات) بالكتابة وكذلك بالصوت والصورة جعلت منه الخدمة الأولى في هذا المجال بعدد مستخدمين تخطى حاجز المائة مليون مستخدم حول العالم، لكن مستخدمي البرنامج بدأوا بالعزوف عنه مؤخرا نظراً لوجود منافسة قوية من عدد من البرامج التي واكبت التطور التكنولوجي القائم وبمختلف المساحات المتاحة من هواتف نقال ذكية ومتطورة وأجهزة لوحية بأنظمة تشغيل مختلفة وجدت تطبيقات تواكبها مثل فيس بوك ماسنجر، وواتس أب، وفايبر، جعلت من الإتصال والتراسل المجاني عبر شبكة الإنترنت في متناول اليد أكثر من أي وقت مضى.
لكن شركة “مايكروسوفت” لم تقم بهذه الخطوة إلا بعد ضمانها لنقلة نوعية تنوي القيام بها من خلال تحويل مستخدمي ويندوز لايف ماسنجر وإضافتهم مباشرة وبشكل أوتوماتيكي للبرنامج الذي قامت بشرائه قبل عامين بمبلغ 8 ونصف مليار دولار وهو أحد أهم البرامج في مجال التراسل الإلكتروني الفوري “سكايب” Skype وهو البرنامج الذي تم إبتكاره من قبل كل من المستثمرين السويدي نيكلاس زينشروم والدنماركي يانوس فريس مع مجموعة أخرى من المطورين والمبرمجين، وهو البرنامج الذي يمكّن مستخدميه من الإتصال صوتياً أو هاتفياً من خلال الإنترنت بشكل مجاني بالنسبة لمستخدمي نفس البرنامج حول العالم، لكن مع تكلفة بسيطة في حال الإتصال بخطوط الهاتف الثابتة أو المحمولة. وأوضح عملاق البرمجيات الأميركي أن ما تبقى من مستخدمي برنامج ويندوز لايف ماسنجر “المنتهية خدمته” سوف يتلقون تحديثاً يحول البرنامج إلى أحدث إصدارات برنامج “سكايب” ويمكن لكافة المستخدمين إستخدام ذات الحسابات في تسجيل الدخول دون الحاجة للقيام بتسجيل حساب جديد.
وقد قامت شركة “مايكروسوفت” من خلال حساب على “تويتر” تحت إسم MSN Memories “ذاكرة الماسنجر” على بدء العد التنازلي لإنهاء خدمة البرنامج ودعوة كافة المستخدمين للمشاركة بذكرياتهم ومواقفهم من خلال هذا البرنامج الذي إرتبط لدى الكثيرين مع إنتشار خدمات وشبكة الإنترنت وكان الوسيلة المجانية الأبرز والأكثر إنتشارا حينها في المراسلة الفورية والدردشة المباشرة بالكتابة أولا ثم بالصوت والصورة لاحقاً ومن خلال هذا الحساب عبر “تويتر” تم نعي “ويندوز لايف ماسنجر” وتقديم الكثير من الصور التي تذكر بالمزايا والخصائص والشكل العام الذي كان عليه البرنامج عند إنطلاقته وتطوره المستمر.
ولم يغب هذا التفاعل عن عالمنا العربي حيث كانت خدمة التراسل الفوري عبر «ماسنجر» قد إرتبطت مع المستخدمين في عدد من الدول العربية بإنطلاق الإنترنت أواخر التسعينات وصاحبتهم بذكريات ومراحل عدة، فأطلق المغردون العرب هاشتاق وداعا_ماسنجر وسرعان ما حقق الكثير من الإنتشار وتبادل الذكريات التي سردها البعض مازحاً وآخرون وقفوا على أطلال الذكريات. ووفقا لشركة “كومسكور” لتحليل بيانات الإنترنت، كانت خدمة ويندوز لايف ماسنجر تضم ضعف عدد المستخدمين لبرنامج سكايب في بداية هذا العام، وكانت تأتي في المرتبة الثانية مباشرة من حيث الشعبية بعد برنامج المحادثة الشهير ياهو ماسنجر. لكن تقارير الشركة تقول إن جمهور خدمة ويندوز لايف ماسنجر من الأميركيين قد إنخفض إلى نحو 8.3 مليون مستخدم فقط، وهو ما يمثل تراجعاً بنسبة 48 في المائة بشكل سنوي، وفي المقابل، ارتفع عدد مستخدمي برنامج سكايب للمحادثات بشكل ملحوظ خلال تلك الفترة.
وقال بريان بلاو من شركة “غارتنر” للإستشارات الإلكترونية: “عندما تبدأ منتجات نفس الشركة في منافسة بعضها البعض بشكل يؤدي إلى تأكل أحد هذه المنتجات، فمن الأفضل أن يكون التركيز على منتج واحد فقط”. وأضاف: “يتيح برنامج سكايب الفرصة لتقديم خدمات أكثر إنتشاراً، وتسعى شركة ميكروسوفت للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المستخدمين، ولم تعد خدمة الماسنجر أداة مناسبة للتواصل فيما يرتبط بخدمات الشركة المختلفة مقارنة بقدرات برنامج سكايب”. ولتسهيل عملية الإنتقال إلى خدمة سكايب، توفر الشركة أداة تتيح نقل بيانات الأصدقاء من برنامج ويندوز لايف ماسنجر إلى برنامج سكايب. والمخاطر التي قد تنشأ جراء هذه الخطوة هي تحول عدد من المستخدمين إلى منصات أخرى منافسة مثل خدمة غوغل توك للمحادثة وخدمة واتس أب ماسنجر. لكن تتمتع “مايكروسوفت” على الأقل بحماية جزئية لإرتباطها مع “فيس بوك” العام الماضي، حيث أصبحت خدمات الإتصال عبر الفيديو في برنامج سكايب متاحة الآن كميزة إضافية لخدمة الرسائل الفورية الخاصة بشبكة التواصل الإجتماعي “فيس بوك”.
وبغية إجتذاب مستخدمي الماسنجر نحو إستبدال خدمة بأخرى – دون التخلي عنها كلياً – توضح “مايكروسوفت” أن سكايب يوفر مزايا كثيرة مثل الدعم الأوسع للأجهزة بشتى أنواعها، بما فيها الآي باد وألواح أندرويد الرقمية، والمراسلة الفورية والفيديو والإتصال بالخطوط الهاتفية الأرضية والهواتف النقالة جميعاً من مكان واحد؛ ومشاركة الشاشات وإتصال الفيديو عبر الهاتف النقال ومع الأصدقاء على شبكة فيس بوك؛ وإتصال الفيديو الجماعي. وفي حين قد يحتاج البعض إلى منصة إتصالات قوية مثل سكايب، سيكون من الشيق أن نرى ما إذا كان المستخدمون الحاليون للماسنجر والذين يفوق عددهم 100 مليون شخص ممن يرغبون على الأرجح بإستعمال وسيلة بسيطة للمحادثة، سينتقلون فعلا إلى شيء لا يحتاجونه كثيراً في الواقع.