الرئيسية / العام / المقالات / حجاج الخضرى بطل منذ 200 عاما

حجاج الخضرى بطل منذ 200 عاما

بقلم : وفاء البسيونى

حجاج الخضرى ، ، مصطفى الكاشف محتسب محمد علي حجاج الخضري في ليلة الخميس 17 من رمضان عام 1232 الموافق ليوم 31 من شهر يوليو عام 1817 وأخذ إلى الجمالية من قبل المسئولين انذاك وشنقه على السبيل المجاور لحارة المبيضة وذلك في سادس ساعة من الليل وقت السحور وتركوه معلقًا لمثلها من ليلة القابلة، ثم أذن برفعه فأخذه أهله ودفنوه.

حجاج الخضري مشهورًا بالشجاعة طويل القامة عظيم الهمة وكان شيخًا على طوائف الخضرية، وهذه الصفات تجعله ليس مجرد شيخًا لطائفة الخضرية ولكن تجعله فتوة من الفتوات، فقد كان صاحب صولة وكلمة بناحية الرميلة، التي تسمت على اسم ميدان الرميلة أو ما عُرف بميدان القلعة المواجه لقلعة صلاح الدين الأيوبي تتبع الآن قسم الخليفة وتُعرف باسم المنشية،

وعُرف الخضري بمكارم الأخلام، كما ذكر الجبرتي، وهذه الصفات الخَلقية والخُلقية ، التي تمتع بها إلى جانب حجاج الخضري العديد من أولاد البلد في ذلك الوقت مثل إسماعيل جودة وابن شمعة شيخ طائفة الجزارين وعلى رأسهم نقيب الأشراف السيد عمر مكرم الأسيوطي،

وبما ان ترجح كفة صراع أولاد البلد من المصريين ضد خورشيد باشا، خاصة وأن فترة الصراع هذه لم تكن قصيرة ولم تكن أحداثها هينة سهلة، فهي ترقى إلى حرب أهلية استغرقت ثلاثة أشهر، بدأت يوم 13 مايو عام 1805 وانتهت في 11 أغسطس ، بنزول أحمد خورشيد إلى بولاق لركوب المراكب إلى الإسكندرية.

ومما لا شك أن ظهور حجاج الخضري في الأحداث كان منذ نشأتها أي منذ أن تجمع المصريون في دار القاضي يوم 13 مايو 1805، وذلك لأن الحجاج الخضري كان شيخ طائفة الخضرية في القاهرة، وكان شيخ الطائفة هو ممثل الطائفة أمام الحكومة وهو همزة الوصل بينها وبين باقي أفراد الطائفة حيث يقوم بجمع الضرائب من افراد طائفته المكلفون بأدائها كذلك يهتم بمستوى الخدمة التي يقدمها أفراد الطائفة لعملائهم

ولكل شخص في الطائفة مكانته في ظل وقيادة شيخ الطائف، لذا وإن كان هناك اختلاف حول عدد المصريين الذين حضروا في بيت القاضي في ذلك اليوم ألف أم أربعون ألف؟! فلا شك أن حجاج الخضري كان من ضمن المجموعة الصغيرة التي كانت في بيت القاضي فهو رأس طائفة ويمثل مجموعة كبيرة العدد.

وطائفة الخضرية برئاسة حجاج الخضري كغيرها من طوائف الحرف التي كانت موجودة بالقاهرة وقتذاك عنصرًا أساسيًا في حياة المدينة، وقد بلغ عدد طوائف الحرف بالقاهرة في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر 206 طائفة

أثناء الحملة الفرنسية، وكان لتلك الطوائف دور مهم في الحركات الجماهيرية التي قامت في القرن الثامن عشر، وبدأت تلك الحركات الجماهيرية تتخذ شكل احتجاج مبدئي ضد العسف والظلم ثم أخذت تتعمق وتتخذ لنفسها شكلًا سياسيًا حقيقيًا مع قدوم الحملة الفرنسية، ضد الوالي خورشيد باشا وتوليتها لمحمد علي منصب الولاية وظهور ما أطلق عليه المؤرخين القوة الرابعة من المصريين إلى جانب القوى الثلاث من المماليك والعثمانيين والإنجليز الذين كانوا يتحينون الفرصة للاستيلاء على السلطة

وتمت محاصرة القلعة ومن فيها طبقًا للاتفاق الذي تم بين عمر مكرم ومحمد علي في 19 مايو 1805، وقد أطلق الجبرتي في يومياته على المحاصرين في القلعة تسمية “القلعاوية”، وذلك للتمييز بينهم وبين أولاد البلد الذي يجتهدون في إنزالهم من القلعة

تلك الفترة كانت الفرق والطوائف العسكرية عديدة ولم يكن هناك وضوح تام حول إنحيازاتهم الأمر الذي كان يسبب مشاكل كثيرة، وهو ما ظهر في ذلك الموقف فمجئ هؤلاء الأجناد واستيلائهم على المتاريس، وهم غير معروفين لأي الطرفين يميل، كان من الممكن أن يكون بمثابة ثغرة ينفذ منها القلعاوية ويتخلصوا من الحصار،

ومرة أخرى يظهر دور حجاج الخضري في تلك الليلة حيث رأى من ناحية القرافة جمال تحمل ذخيرة واصلة من علي باشا السلحدار إلى القلعة ومعها أنفار من الخدم والعسكر وكانت تلك المعونة العسكرية ليست بالضئيلة فقد كانت حمولة ستون جملًا، فخرج عليهم حجاج الخضري ومن معه من أهالي الرميلة فضربوهم وحاربوهم وأخذوا منهم تلك الجمال وقتلوا شخصين من العسكر وقبضوا على ثلاثة غيرهم وحضروا بهم وبرؤس المقتولين إلى السيد عمر مكرم فأرسلهم إلى محمد علي الذي أمر بقتل الآخرين.

وفي يوم الجمعة الموافق 29 يونيو اعتقد القلعاوية أن العساكر الذين في قلوبهم مرض تحابوا مع أهل البلد فرموا من القلعة بالمدافع والنبن ونزل طائفة من عسكر القلعة جهة عرب اليسار وتترسوا هناك فما كان من حجاج الخضري وأهل الرميلة ومن معهم من عسكر محمد علي أن حاربوا المتترسين وقتلوا كبيرهم ومعه آخر وأخذوا سلاحهما ورؤسهما وأحضروهما إلى السيد عمر ، وبذلك استطاعوا أن يحافظوا على عملية الحصار المتواصل ضد القلعة ومن فيها.