الرئيسية / أهم الأخبار / أخبار مصر / قصة الحاجة سعدية واقراص الترامادول

قصة الحاجة سعدية واقراص الترامادول

لم تكن تتخيل الحاجة سعدية أن يتحول حلمها بزيارة بيت الله الحرام، لأداء مناسك العمرة، إلى “كابوس مرعب”، و”ورطة”، يستاء كل من يتناقلها، أو يسمع تفاصيلها المخجلة، فالقصة التي بدأت بجملة “مبروك يا حاجة سعدية في راجل سعودي ابنه كان مريض وربنا شفاه فتبرع لـ15 فرد برحلة عمرة مجانية”، انتهت بالقبض على السيدة المسنة، واحتجازها من قبل سلطات مطار “ينبع” بالسعودية بتهمة حيازة وتهريب أقراص مخدرة.

التفاصيل بدأت منتصف مارس المنصرم، حينما فوجئت “سعدية عبدالسلام حماد، 75 سنة”، بأحد شباب قرية درين يدعى “عبدالله المنزلاوي”، ويعمل جزارا، يبلغها باختيارها لأداء مناسك العمرة، التي تبرع بها رجل أعمال سعودي، وفاءً لنذره، بعد شفاء ابنه من مرض خطير، حيث يتحمل تكلفة أداء العمرة لـ 10 أشخاص، دون تحمل أحد منهم لأي تكاليف مالية، مطالباً إياها بضرورة إحضار الأوراق المطلوبة، وجواز سفرها، لإنهاء اجراءات سفرها والحصول على تأشيرة العمرة.

يوم 19 مارس الماضي، ذهب عبدالله إلى شركة سياحة، لاستلام جواز السفر الخاص بالحاجة سعدية وبرنامج رحلة العمرة ذهاباً وعودة، وطريقة التجمع في المطار وهدايا المعتمر ” قبل الرحلة بيوم تم تجهيز رحلة العمرة وتجهيز أوراق المعتمرين من جانبنا مثل أي رحلة نعملها لأننا شركة سياحة وتم تسليمه جواز سفر الحاجة سعدية للشخص اللى اسمة عبدالله وعليه تأشيرة العمرة وتذكرة الطيران القاهرة –ينبع، وجدة – القاهرة، وid الخاص بالمعتمر”، بحسب فيديو نشره عبدالله التونسي صاحب الشركة على فيسبوك.

قبيل وصول الحاجة سعدية لى مطار القاهرة، أعطاها “عبدالله” حقيبة “هاندباج” وطالبها بتسليمها لرجل الأعمال السعودي المتبرع بالرحلات، “متخافيش دي فيها ملابس حمل ولو انتي مش مطمنة شوفيها”.

استقلت الحاجة سعدية الطائرة دون ان تعلم محتوى الحقيبة، ووصلت مساء 20 مارس إلى مطار ينبع، لتضبطها سلطات المطار فور وصولها، يقول صاحب شركة السياحة: “يوم 20 مارس وصلني من مندوب الشركة هناك، إن الرحلة وصلت إلى مدينة ينبع الساعة ١١ ونص، مساء بتوقيت السعودية على طائرة “إير كايرو”، وتم القبض على شخص يدعى “تامر محمد أحمد رفقة الحاجة سعدية لأنه كان يضع لها الشنط على سير التفتيش، حيث كان يساعدها فقط مثل أي شخص ممكن يساعد أي حد كبير في السن وللأسف سلطات الأمن بالسعودية شكت فيه أنه يكون شريك للحاجة سعدية في حيازة المخدرات واعتقله الأمن بالمملكة العربية السعودية”.

أثارت واقعة القبض على “الحاجة سعدية”، بالسعودية استياء رواد التواصل الاجتماعي بمصر، والمملكة، ممن تناقلوا قصتها وطالبوا بمعرفة حقيقة تورطها في تهريب أقراص الترامادول.

تحركت أجهزة الأمن المصرية، لتكشف غموض الواقعة، وكشفت تحرياتها حقيقة تورط عبدالله المنزلاوي المتهم الرئيسي في الواقعة، وشقيقته “جارية”، وزوج شقيقته، “محمد فايق جعفر”، ومساء 23 مارس، ألقت القبض على المتهمين الأخرين، بينما لاذ المتهم الرئيسي بالهرب.

وفي تحقيقات النيابة العامة بمركز نبروه، أقرت شقيقة المتهم الرئيسي بتفاصيل الواقعة قائلة إن شقيقها، استغل معرفتها هي وزوجها بها وبأسرتهما، بحكم وجودهما معهم بنفس القرية، وعرض عليهما منحها هي وأخرى، تأشيرات عمرة مجانية، وأنه أنهى كافة التأشيرات، ولم يكلفهن أي أموال، وأنه عندما حضر لاصطحاب الحاجة سعدية كان بحوزته شنطة ثم علمت أنه أعطاها لها عقب وصولهم المطار ولكنها نفت علمها بوجود مخدرات بالشنطة.

وفي الجانب الأخر خضعت “الحاجة سعدية”، إلى جلستي تحقيق أجرتها السلطات السعودية في ينبع، لمدة 4 ساعات متواصلة، ليتم نقلها بعد ذلك إلى مستشفى ينبع واحتجازها تحت حراسة مشددة، وذلك بحسب محمود شكل المنسق العام لنقابة العاملين بالخارج، ومؤسس حملة اعفاء جمركي لمتعلقات المغتربين بالسعودية.

وتابع شكل، في تصريحات لمصراوي، أن سلطات التحقيق أطلقت اليوم سراح المتهم الثاني “الذي حاول مساعدتها في حمل الحقائب” ويدعى تامر، بضمانة مالية.

وفجر اليوم، ألقت المباحث الجنائية بوزارة الداخلية، القبض على “عبدالله المنزلاوي” المتهم الرئيسي في القضيـة، اثناء اختبائه، في أحد العقارات بشارع العشرين، التابع لقسم شرطة الهرم، واقتياده إلى مركز شرطة نبروه، بالدقهلية للتحقيق معه في الواقعة، وإرسال التحقيقات إلى الجهات المختصة بالسعودية – بحسب مصادر أمنية مسؤولة.

وقال أدمن صفحة اعفاء جمركي لكل مغترب بالسعودية، إن هناك فريق طبي وقانوني كبير يتابع بصفة دورية موقف الحاجة سعدية، وأن القضية تستحوذ على اهتمام كافة المصريين بالخارج، وهو ما أكدته هدى محمد ابنةالحاجة سعدية في تصريحات صحفية لها حيث قالت إن محامين متطوعين بالسعودية اتصلوا بها وأعلنوا متابعتهم لقضية والدتها، “والدتي شكرت السلطات السعودية على تعاملها معها، والقنصل ياسر علواني قالها اعتبريني ابن وأي حاجة عايزاها هعملها”.

وتابعت هدى: “العمرة المجانية جت من واحدة جارتنا، ونحن ناس بسطاء، وأول مرة أمي تطلع عمرة، ولم تشك أن الشنطة فيها أي حاجة”.

ونظم أهالي قرية درين بمركز نبروة مسيرة رددوا خلالها هتافات “بريئة.. بريئة”، تضامناً مع الحاجة سعدية.

وعن مصير الحاجة سعدية قال سمير صبري، المحامي بالنقض، إن جهات التحقيق السعودية سوف تخلي سبيل المتهمة بصفة عاجلة خاصة بعد ضبط “عبدالله المنزلاوي” المتهم الرئيسي في الواقعة.

وأوضح صبري أن اعترافات المنزلاوي، أو إنكاره للواقعة لن تعيق خروج الحاجه سعدية، طالما أثبتت الأدلة، والتحريات، توريط المذكورة، مشيراً إلى أنه سيتم ترحيلها من الأراضي السعودية وعودتها إلى القاهرة خلال الـ 48 ساعة المقبلين.

وقال صبري، إن وعن عودتها لأداء مناسك العمرة، أكد صبري أن السلطات السعودية سوف تسمح لها بالعودة مرة أخرى، لأداء المناسك، غير هذه المرة.

وقال أحمد مشرف محامٍ مصري بالسعودية، إن جهات الاختصاص في الجانبين المصري والسعودي ينسقان فيما بينهما، في القضية وسوف توافي الداخلية المصرية، نظيرتها في السعودية بتفاصيل القبض والتحقيق مع المتهم عبدالله المنزلاوي.

وأردف مشرف قائلاً إنه لم يتم توجيه أي تهم للحاجة سعدية حتى الأن مؤكداً أنه سيتم إخلاء سبيلها وتعود مباشرة إلى مصر بعد قرار الإفراج عنها، على أن توافي السلطات المصرية نظيرتها في السعودية، بإجراءات التقاضي الخاصة بالمتهم الرئيسي حتى الحكم عليه وإغلاق ملف القضية عليه.